کد مطلب:168223 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:138
مقتل الحر بن یزید الریاحی
یروی الطبری ویتابعه فی ذلك جمع من المؤرّخین أنه لمّا قُتل حبیب بن مظاهر الاسدی (رض)، وهدَّ ذلك الامام الحسین (ع) وقال: (عند اللّه أحتسب نفسی وحُماة أصحابی!)، أخذ الحرّ(رض) یقاتل راجلاً [1] فحمل علی القوم وهو یرتجز ویقول:
آلیتُ لاأُقتلُ حتّی أَقْتُلا
ولن أُصاب الیومَ إلاّ مُقبلا
أضربهم بالسیف ضرباً مفصلا
لاناكلاً عنهم ولامُهَلَّلا
وأخذ یقول أیضاً:
أضرب فی أعراضهم بالسَیْف
عن خیر من حَلَّ مِنیً والخیف [2]
فقاتل هو وزهیر بن القین قتالاً شدیداً، فكان إذا شدّ أحدهما فإنْ استُلحم شدَّ الاخر حتّی یخلّصه، ففعلا ذلك ساعة، ثمّ إنَّ رجّالة شدَّت علی الحرّ بن یزید فقُتل.)، [3] فكان مقتله (رض) بعد مقتل حبیب (رض) وقبل صلاة الظهر أیضاً. [4] .
وقال الشیخ المفید(ره): (وتكاثروا علیه، فاشترك فی قتله أیّوب بن مُسَرِّح، ورجل آخر من فرسان أهل الكوفة.). [5]
غیر أنّ مصادر تأریخیّة أخری [6] تذكر أنّ التحاق الحرّ(رض) بالامام الحسین (ع) بعد أن قُتل من أصحابه (ع) ما یربو علی الخمسین فی الحملة العامة، حیث سمع الحرّ(رض) الامام (ع) یقول علی أثرها: (أما من مغیث یُغیثنا لوجه اللّه؟ أما من ذابّ یذبّ عن حرم رسول اللّه؟)، فأقبل الحرّ(رض) إلی عمر بن سعد فقال:
أمقاتل أنت هذا الرجل!؟ إلی آخر محاورته مع ابن سعد التی مرّت بنا فی قصة تحوّله والتحاقه بالامام (ع)!
والمتأمّل فی سیاق كلّ من اللهوف ومقتل الخوارزمی یلحظ تعارضاً بیّناً فی سردهما لقصة إلتحاق الحرّ(رض)، حیث یجد أنّ الحرّ بعد مقتل خمسین رجلاً أو أكثر من أنصار الامام (ع) یسأل عمر بن سعد: أمقاتلٌ أنت هذا الرجل؟!! الامر الذی یُضعف من الوثوق بسیاق قصّة الحرّ(رض) فی هذین الكتابین!
وتقول مصادر تأریخیة أنّ الحرّ(رض) كان أوّل من تقدّم إلی قتال القوم، وأنّه كان قد قال للامام (ع): یا ابن رسول اللّه، كنت أوّل خارج علیك فائذن لی أن أكون أوّل قتیل بین یدیك، فلعلّی أن أكون أوّل من یصافح جدّك محمّداً غداً فی القیامة!). [7] .
یقول صاحب تسلیة المجالس فی معنی ذلك: (وإنّما قال الحرُّ لاكون أوّل قتیل من المبارزین وإلاّ فإنَّ جماعة كانوا قد قُتِلوا فی الحملة الاولی كما ذُكر: فكان أوّل من تقدّم إلی براز القوم...). [8] .
وقال الشیخ الصدوق فی شأن الحرّ(رض):(فقتل منهم ثمانیة عشر رجلاً). [9] .
وقال الخوارزمی: (وقتل أربعین فارساً وراجلاً). [10] .
وقال ابن شهرآشوب: (فقتل نیفاً وأربعین رجلاً). [11] وقال السیّد ابن طاووس: (حتّی قتل جماعة من شجعان وأبطال). [12] .
وروی أنه لمّا استشهد الحرّ(رض) احتمله أصحاب الحسین (ع) حتّی وضعوه بین یدی الحسین (ع) وبه رمق،فجعل الحسین (ع) یمسح وجهه ویقول:
أنت الحرُّ كما سمّتك أمُّك! وأنت الحرّ فی الدنیا وأنت الحرّ فی الاخرة!. [13] .
وقیل: (ثُمَّ أنشاء الحسین یقول:
لَنِعمَ الحرُّ بنی ریاح
ونِعمَ الحرُّ عند مختلف الرماحِ
ونعم الحرُّ إذ نادی [14] حسیناً
فجاد بنفسه عند الصباحِ). [15] .
وقیل رثاه بهذه الابیات بعض أصحاب الحسین (ع). [16]
وذكر الخوارزمی عن الحاكم الجشمی أنه قال: بل رثاه علیّ بن الحسین (ع) [17] .
آلیتُ لاأُقتلُ حتّی أَقْتُلا
ولن أُصاب الیومَ إلاّ مُقبلا
أضربهم بالسیف ضرباً مفصلا
لاناكلاً عنهم ولامُهَلَّلا
وأخذ یقول أیضاً:
أضرب فی أعراضهم بالسَیْف
عن خیر من حَلَّ مِنیً والخیف [2]
فقاتل هو وزهیر بن القین قتالاً شدیداً، فكان إذا شدّ أحدهما فإنْ استُلحم شدَّ الاخر حتّی یخلّصه، ففعلا ذلك ساعة، ثمّ إنَّ رجّالة شدَّت علی الحرّ بن یزید فقُتل.)، [3] فكان مقتله (رض) بعد مقتل حبیب (رض) وقبل صلاة الظهر أیضاً. [4] .
وقال الشیخ المفید(ره): (وتكاثروا علیه، فاشترك فی قتله أیّوب بن مُسَرِّح، ورجل آخر من فرسان أهل الكوفة.). [5]
غیر أنّ مصادر تأریخیّة أخری [6] تذكر أنّ التحاق الحرّ(رض) بالامام الحسین (ع) بعد أن قُتل من أصحابه (ع) ما یربو علی الخمسین فی الحملة العامة، حیث سمع الحرّ(رض) الامام (ع) یقول علی أثرها: (أما من مغیث یُغیثنا لوجه اللّه؟ أما من ذابّ یذبّ عن حرم رسول اللّه؟)، فأقبل الحرّ(رض) إلی عمر بن سعد فقال:
أمقاتل أنت هذا الرجل!؟ إلی آخر محاورته مع ابن سعد التی مرّت بنا فی قصة تحوّله والتحاقه بالامام (ع)!
والمتأمّل فی سیاق كلّ من اللهوف ومقتل الخوارزمی یلحظ تعارضاً بیّناً فی سردهما لقصة إلتحاق الحرّ(رض)، حیث یجد أنّ الحرّ بعد مقتل خمسین رجلاً أو أكثر من أنصار الامام (ع) یسأل عمر بن سعد: أمقاتلٌ أنت هذا الرجل؟!! الامر الذی یُضعف من الوثوق بسیاق قصّة الحرّ(رض) فی هذین الكتابین!
وتقول مصادر تأریخیة أنّ الحرّ(رض) كان أوّل من تقدّم إلی قتال القوم، وأنّه كان قد قال للامام (ع): یا ابن رسول اللّه، كنت أوّل خارج علیك فائذن لی أن أكون أوّل قتیل بین یدیك، فلعلّی أن أكون أوّل من یصافح جدّك محمّداً غداً فی القیامة!). [7] .
یقول صاحب تسلیة المجالس فی معنی ذلك: (وإنّما قال الحرُّ لاكون أوّل قتیل من المبارزین وإلاّ فإنَّ جماعة كانوا قد قُتِلوا فی الحملة الاولی كما ذُكر: فكان أوّل من تقدّم إلی براز القوم...). [8] .
وقال الشیخ الصدوق فی شأن الحرّ(رض):(فقتل منهم ثمانیة عشر رجلاً). [9] .
وقال الخوارزمی: (وقتل أربعین فارساً وراجلاً). [10] .
وقال ابن شهرآشوب: (فقتل نیفاً وأربعین رجلاً). [11] وقال السیّد ابن طاووس: (حتّی قتل جماعة من شجعان وأبطال). [12] .
وروی أنه لمّا استشهد الحرّ(رض) احتمله أصحاب الحسین (ع) حتّی وضعوه بین یدی الحسین (ع) وبه رمق،فجعل الحسین (ع) یمسح وجهه ویقول:
أنت الحرُّ كما سمّتك أمُّك! وأنت الحرّ فی الدنیا وأنت الحرّ فی الاخرة!. [13] .
وقیل: (ثُمَّ أنشاء الحسین یقول:
لَنِعمَ الحرُّ بنی ریاح
ونِعمَ الحرُّ عند مختلف الرماحِ
ونعم الحرُّ إذ نادی [14] حسیناً
فجاد بنفسه عند الصباحِ). [15] .
وقیل رثاه بهذه الابیات بعض أصحاب الحسین (ع). [16]
وذكر الخوارزمی عن الحاكم الجشمی أنه قال: بل رثاه علیّ بن الحسین (ع) [17] .
[1] لأنه عقرت فرسه في الحملة العامة (الاولي).
[2] ذكر المحقق السماوي (ره) قائلا:«و يضرب فيهم و يقول:
اني أنا الحر و مأوي الضيف
أضرب في أعراضكم بالسيف
عن خير من حل بأرض الخيف»
(راجع ابصار العين:210).
[3] تاريخ الطبري: 327:3 و الكامل في التاريخ: 292:3 و إبصارالعين: 210 و انظر: مقتل الحسين عليه السلام للمقرّم:244.
[4] وهذا ما استفاده أيضاً المحقق السماوي (ره) من متن الطبري حيث يقول: «فقتل الحرّ ثمّ صلّي الحسين عليه السلام صلاة الخوف» (راجع: إبصار العين:166).
[5] الارشاد:2:104.
[6] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 2: 12-14 واللهوف: 160و تسلية المجالس:282:2.
[7] راجع: مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، 13:2 و الفتوح: 185:5 و اللهوف: 160 و تسلية المجالس: 282:2 و البحار: 13:45.
[8] تسلية المجالس: 280:2 و قال أيضاً السيد ابن طاووس في اللهوف:160 «إنّما أراد أوّل قتيل من الآن، لأنّ جماعة قتلوا قبله كما ورد..».
[9] أمالي الصدوق: 136 المجلس 30 حديث رقم 1.
[10] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي:2:13.
[11] مناقب آل ابي طالب عليه السلام: 100:4.
[12] اللهوف:160؛ وفيه: «ثمّ استشهد، فحمل إلي الحسين فجعل يمسح التراب عن وجهه و يقول...».
[13] تسلية المجالس: 282:2 و مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 14:2 و انظر: اللهوف: 160 و الأخبار الطوال: 256 و أمالي الصدوق: 136 المجلس 30 حديث رقم 1 وفيه: «ثمّ قتل فأتاه الحسين عليه السلام و دمه يشخب فقال: بخٍ بخٍ يا حرُّ أنت حرُّ كما سُميّت في الدنيا والآخرة..».
[14] لعلّ الصحيح «فادي» أو «فدّي» بدلاً من (نادي)، وقد رواها علي الوجه الصحيح المحقّق المقرّم (ره) في المقتل: 245 هكذا «ونعم الحرُّ إذ فادي حسيناً».
[15] أمالي ألشيخ الصدوق: 136 المجلس 30 حديث رقم 1.
[16] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 14:2 وانظر: الفتوح: 186:5 وانظر البحار:14:45.
[17] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، 14:2 وفيه «صبورٌ عن مشتبك الرماح» بدلاً من «ونعم الحرّ عند مختلف الرماح»، وفي البحار: 14:45 إضافة بيـت لهذه الأبيات وهو:
فيا ربّ أضفه في جنان
وزوجّه مع الحورالملاح.